الفتاة و التعليم


مهما حاولت لا تفلح مليكة في إحراز علامات جيدة في الصف. إذ أنها تكاد ألا تجد في البيت ركنا حاليا لمراجعة دروسها و إنجاز واجباتها المدرسية. لذا تخرج أحيانا إلى الشارع و تجلس تحت مصباح عمومي لتحفظ دروسها.
يحدث أن يلتقيها والدها خارج البيت فيأمرها بقسوة أن تعود إلى البيت. والدها فلاح من منطقة فحص. عامل بناء يكسب القليل. لكن الأهم من ذلك كله هو أنه لا يرى فائدة من ارتيادها المدرسة. ففي عرفه الفتاة خلقت لكي تلزم بيتها. و من الأفضل لمليكة أن تعمل خادمة في البيوت إلى أن يدبروا لها عريسا.
عندما بلغت الرابعة عشر، اعتبر والدها أنها حصلت من العلم كفاية. و منعها من ارتياد المدرسة بذريعة أن العلم لا ينفع بأي حال.


أن ترحل، الطاهر بن جلون، ص 115