أوهام محطمة

الاقتباس من اقتراح مروان، شكراً على المشاركة مروان :-)


أثارت سخطهم الصور المتحركة التي كان يعرضها ”برونو كريسبي“ و قد أصبح تاجراً غنياً، في المسرح، الذي كانت لهُ شبابيك تذاكر تشبه رأس الأسد. و كان مما يزعجهم أن أحد الأبطال قد مات و دفن في أحد الأفلام، فذرفوا لعذابه و فراقه دموعاً سخية، و لكنهُ ما لبث أن ظهر في فلم آخر حياً، وقد بدا في هيئة رجل عربي.

و ما كان من الجمهور الذي يدفع الواحد من أفراده سِنْتين، كيّ يقاسم الممثلين معاناتهم و مصاعبهم و أحزانهم، ليتحمل هذه السخرية التي لا مبرر لها، فحطم الناس المقاعد جميعاً، و أضطرّ رئيس البلدية، عند إلحاح الدون ”برونو كريسبي“، لأن يعلن على الملأ أن السينما ليست سوى آلة أوهام لا تستأهل الانفجار العاطفي من الجمهور المشاهد.

و بعد ذلك البيان المخيب للآمال، أدرك الناس بأنهم كانوا ضحية حيلةٍ غجريةٍ كبيرة جديدة، فقرروا ألاّ تطأ أقدامهم أرض السينما بعد ذلك. فقد كان لديهم من الحزن ما يكفيهم، و ليسوا بحاجة ليبكوا آلام الآخرين الوهمية.

مئة عام من العزلة، غابرييل غارسيا ماركيز

0 تعليقات:

إرسال تعليق